13/08/2023 - 09:35

الحواريّة | مهرجانات القدس الثقافيّة

سعت الحواريّة إلى التعريف بالمهرجانات الثقافيّة والموسيقيّة والسينمائيّة الّتي تنظّم في مدينة القدس، لتسلّط الضوء على وتطوّرها على مدار السنين، والبحث في أهمّيّة تنظيمها ضمن السياق الاستعماريّ الإسرائيليّ، ومساهمتها في صمود واستقلاليّة العمل الثقافيّ في المدينة، وتوفيرها مساحات للأحداث الثقافيّة

الحواريّة | مهرجانات القدس الثقافيّة

(بوستر الدعوة)

ضمن سلسلة «الحواريّة» الّتي تنظّمها مجلّة «فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة» الصادرة عن موقع «عرب 48»، عُقِدَت حواريّة إلكترونيّة بعنوان: «مهرجانات القدس الثقافيّة»، استضافت كلًّا مِنْ رانية إلياس عن «مهرجان القدس» من تنظيم «مؤسّسة يبوس الثقافيّة»، وسهيل خوري عن «مهرجان ليالي الطرب في قدس العرب» من تنظيم «المعهد الوطنيّ للموسيقى»، ونيفين شاهين عن «مهرجان القدس للسينما العربيّة»، ويوسف صالحي عن «مهرجان إيليا للأفلام القصيرة»، وحاورتهم الناقدة والكاتبة سماح بصول.

سعت الحواريّة إلى التعريف بالمهرجانات الثقافيّة والموسيقيّة والسينمائيّة الّتي تنظّم في مدينة القدس، لتسلّط الضوء على وتطوّرها على مدار السنين، والبحث في أهمّيّة تنظيمها ضمن السياق الاستعماريّ الإسرائيليّ، ومساهمتها في صمود واستقلاليّة العمل الثقافيّ في المدينة، وتوفيرها مساحات للأحداث الثقافيّة والطاقات الإبداعيّة على اختلاف مجالاتها، وربطها للقدس العاصمة مع مجمل فلسطين والمنطقة العربيّة والعالَم.

عن هذه التحدّيات، قالت رانيا إلياس، مديرة «مهرجان القدس»، أنّ تنظيم أيّ مهرجان في مدينة القدس تواجهه تحدّيات كبيرة، وبالرغم من أنّ تنظيم أيّ مهرجان في أيّ مدينة فلسطينيّة سيواجه عراقيل تنظيميّة، لكن ثمّة صعوبة مضاعفة في مدينة القدس. في الماضي كنّا نواجه مشكلة ضعف الحضور الجماهيريّ، سواء لنشاطات ثقافيّة أو غير ثقافيّة، لكنّ هذا الأمر لم يعد مشكلة كما كان في الماضي".

ويضيف سهيل خوري، مدير مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب»، أنّ القدس عانت ما بعد فترة «أوسلو»، حيث قبل ذلك الوقت كان الجمهور يأتي من كلّ أنحاء الضفّة الغربيّة إلى مهرجانات القدس وفعاليّاتها، لكنّ ذلك توقّف إثر الانتفاضة الثانية [انتفاضة القدس والأقصى]، وأصبحت هناك حاجة لتغيير نوعيّ لحلّ هذه المشكلة، تمكّنا من تحقيقه بعد ترميم العديد من المباني الثقافيّة وخلق حالة خاصّة في المشهد الثقافيّ المقدسيّ، تحديدًا في شارع الزهراء".

كما تناولت الحواريّة تحدّيات الديمومة الّتي تواجه المهرجانات في ظلّ وضع سياسيّ دائم التوتّر، إضافة إلى العلاقة مع جهات التمويل وأجنداتها، وكذلك سؤال الجمهور والتلقّي، والقيود المفروضة على مضامين قد تُعَدّ حسّاسة مجتمعيًّا ودينيًّا، ولا سيّما بعد إنتاج أفلام عديدة، فلسطينيّة وغير فلسطينيّة، اعتبرتها جهات وشرائح من المجتمع "مسيئة للشعب الفلسطينيّ" أو "خادشة للحياة العامّ".

عن هذه التحدّيات، يقول يوسف صالحي، من «مهرجان إيليا للأفلام القصيرة»، أنّ بداية عملهم في المهرجان كانت بدافع رغبة شخصيّة لخلق حالة سينمائيّة جمعيّة خاصّة، ولو كنّا نعرف التحدّيات الّتي ستواجهنا لاحقًا ربّما لما بدأنا. لكنّا شرعنا بخطوات أولى برغبة في التعلّم من الأخطاء، ومن التحدّيات الّتي واجهتنا خلال فترة جائحة «كورونا» كانت بحث سؤال نقل المهرجان إلى الفضاء الإلكترونيّ، الأمر الّذي لم نفضّله لأنّ الغاية من المهرجانات تجميع الناس وعائلاتهم وأصدقائهم في مكان واحد ليتفاعلوا مع العروض المقدّمة لهنّ/ م".

كما أضافت نيفين شاهين، مديرة «مهرجان القدس للسينما العربيّة»، أنّ التمويل الّذي حصل عليه المهرجان في أعوامه الأولى من القطاع الخاصّ الفلسطينيّ كان حاسمًا في نجاحه، ولم تعتقد أنّ من الممكن أن يتوقّف هذا التمويل في وقت قريب، لكن لاحقًا، وعندما عُرِضَتْ بعض الأفلام الّتي أثارت ضجّة ولم تتوافق مع الذوق العامّ، شَهِدنا تراجعًا في مصدر التمويل هذا عامًا بعد آخر، وهذه واحدة من التحدّيات الّتي يواجهها القطاع الثقافيّ بشكل عامّ.

كما بحثت الحواريّة في التعاون والتشابك بين المؤسّسات الثقافيّة والجهات المنظّمة للمهرجانات في القدس، وإمكانيّات خلق مساحة أوسع لاستقطاب الجمهور المحلّيّ وبناء علاقات ثقة معه. وأيضًا، استعرضت الحواريّة أفق العمل الثقافيّ والمعرفيّ في القدس ومحاولات إعادتها إلى خريطة المدن المركزيّة ثقافيًّا.

أدارت الحواريّة سماح بصول؛ ناقدة سينمائيّة وكاتبة في الشأن الثقافيّ. حاصلة على البكالوريوس في الأدب المقارن والماجستير في ثقافة السينما. تكتب في العديد من المنصّات الثقافيّة ومن بينها «فسحة – ثقافيّة فلسطينيّة». شاركت مساعدة بحثٍ في كتابة أبحاث اعتمدت على رصد الإعلام الفلسطينيّ في الأراضي المحتلّة عام 1948، وكذلك الإعلام الإسرائيليّ، ومن أبرزها مشاركتها بروفيسور أمل جمّال في كتابه: «النكبة الفلسطينيّة في الحيّز العامّ الإسرائيليّ: جذور الإنكار وذرائع المسؤوليّة» (2017).

التعليقات